صلّى أشعب يوماً إلى جانب مروان بن أبان بن عثمان،وكان مروان عظيم الخلق والعجيزة  فأفلتت منه ريح عند نهوضه،لها صوت،فانصرف أشعب من الصلاة،فوهم الناس أنه هو الذي خرجت منه الريح،فلما انصرف مروان إلى منزله جاءه أشعب وقال له:ـ

الدية،

فقال:ـ

دية ماذا؟

فقال:   دية الضرطة التي تحملتها عنك،والله إن لم تقدمها لي شهّرتك فلم يدعه حتى أخذ منه شيئا صالحا.ـ

******************

قالت صديقة أشعب لأشعب:ـ

هب لي خاتمك أذكرك به

قال أشعب:ـ أذكريني أني منعتك إباه فهو أحب إليّ.ـ

********************

وقف أشعب على إمرأة تعمل طبق خوص،فقال:ـ

لتكَبِّريه.ـ

فقالت:ـ لم؟ أتريد أن تشتريه؟

قال:ـ لا  ولكن عسى أن يشتريه إنسان فيُهديه إليّ  فيكون كبيراً خير من أن يكون صغيراً.ـ

********************

قال أشعب مرّة للصبيان:ـ

هذا عمرو بن عثمان يقسّم مالاً

فمضوا،فلمّا أبطأوا عنه تبعهم،يحسب أن الأمر قد صار حقاً

********************

قيل لأشعب :ـ

ما بلغ من طمعك؟

قال: ما رأيت اثنين يتسارّان قطّ إلآّ كنت أراهما يأمران لي بشيء.ـ

********************

قال رجل لأشعب: لو تحدّثت عندي العشية،فقال: أكره أن يجيء ثقيل، فقال الرجل: ليس غيرك وغيري.قال:   فإذا صليت الظهر فأنا عندك. فصلى وجاء،فلما وضعت الجارية الطعام إذا بصديق للرجل يدقّ الباب. فقال: ألا ترى قد صرت إلى ما أكره؟   قال الرجل: إنّ عندي فيه عشر خصال. قال: فما هي؟   فال:   أوّلها أنه لا يأكل ولا يشرب. قال:  التسع الخصال لك. أدخله.ـ

********************

حضر أشعب مرة مائدة بعض الأمراء وكان عليها جدي مشوي فأخذ أشعب يسرع في أكله نفقال له الأمير:ـ

أراك تأكله بغضب كأن أمه نطحتك!!

فقال أشعب: أراك تشفق عليه كأن أمه أرضعتك!!

********************

كان أشعب يقصّ على أحد الأمراء قصة، بدأها بقوله:ـ

ـ كان رجل...ـ

وفجأة أحضرت المائدة، فعلم أن القصة ستلهيه عن الطعام، فسكت.فقال له الأمير:ـ

ـ كنت قد قلت كان رجل...وسكتّ، فتابع وأخبرنا ما كان من أمر الرجل.ـ

فقال أشعب وعيناه مسمرتان في المائدة:ـ

ـ آه صحيح. كان رجل...ومات.ـ

********************

كان  أشعب صغيراً عندما جـلس مع قوم يأ كلون.ـ وبعد قليل شرع في البكاء، فسأله أحد الحاضرين:ـ

ـ ما لك تبكي؟

فقال:ـ الطعام ساخن.ـ

فقال الرجل:ـ دعه حتى يبرد.ـ

فقال أشعب:ـ أنتم لا تدعونه!ـ

********************

سأل أشعب صديقاً له :ـ

لماذا لا تدعوني أبداً إلى طعامك؟

أجاب الصديق:ـ لأنك شديد المضغ، سريع البلع، إذا أكلت لقمة هيّأت أخرى بسرعة.ـ

ـ فصاح أشعب :ـ جعلت فداك، أتريد أن أصلي ركعتين بين لقمة وأخرى؟!.ـ

********************

سئل أشعب مرة:ـ   كم يساوي اثنين في اثنين؟

فأجاب:ـ أربعة أرغفة.ـ

*******************

استأذن أشعب على بعض البخلاء، وقد أهدي له تين في أوّل أوانه، فلما أحسّ بدخوله تناول الطبق فوضعه تحت السرير، وبقيت يده معلقة، ثم قال لأشعب:ـ

ما الذي جاء بك في هذا الوقت؟.ـ   قال:ـ

ياسيدي مررت الساعة بباب فلان، فسمعت جاريته تقرأ لحناً ما سمعت قطّ أحسن منه، ولما علمت شدّة محبتك للقرآن الكريم، وسماعك للألحان حفظته، وجئت لأقرأه عليك.ـ

قال:ـ فهاته.ـ  قال:ـ

(بسم الله الرحمن الرحيم، و......والزيتون وطور سينين)

فقال:ـ ويلك! أين التين؟

قال:ـ   تحت السرير.ـ

********************

مرّت أيام على أشعبن وهو لا يجد سبيلاً إلى لقمة، فقد عرفه الناس في المدينة، فلم تعد تنفع عنده الحيلة ولا الوسيلة، ولم تعد تقع عينه على خوان ولا قوم أمام طعام.ـ

وذات يوم، بينما هو يمشي على جانب الطريق إذا بقوم غرباء يتغدّون فقال لهم:ـ

ـ  سلام عليكم يا معشر اللئام!ـ    فرفعوا أبصارهم إليه قائلين:ـ

ـ  لا والله، بل كرام.ـ

فثنى رجله في الحال، وجلس بينهم وهو يقول:ـ

ـ  اللهم اجعلهم من الصادقينن واجعلني من الكاذبين.ـ

ثم مد يده في القصعة التي بين أيديهم، وهو يقول:ـ

ـ  ماذا تأكلون؟   فأرادوا أن يوقفوا تهجّمه، فقالوا في فتور:ـ

ـ  نأكل سمّاً.ـ      فحشا فمه وهو يقول:ـ

ـ  الحياة بعدكم حرام.ـ

وأخذ يجول في القصعة كما يجول الفارس في الميدان.ـ فلمّا رأوه قد أغار على طعامهم وكاد يفنيه، قالوا له:ـ

ـ  أيها الرجل، هل عرفت أحداً منّا؟

فأشار أشعب بإصبعه إلى الطعام وقال:ـ 

ـ  عرفت هذا.ـ

********************

صحب أشعب أحد التجار، فقال له التاجر:ـ

ـ  قف فاطبخ.ـ    فقال أشعب:ـ

ـ  لا أحسن ذلك.ـ  فطبخ الرجل، ثم قال لأشعب:ـ

ـ  قم فأثرد.ـ (فت الخبز بالمرق)

    فقال أشعب :ـ

ـ  والله أنا كسلان، فثرد الرجل، ثم قال:ـ 

ـ  قم فاغرف.ـ فقال أشعب:ـ

ـ  أخشى أن ينقلب عليّ.ـ فغرف الرجل، ثم قال لأشعب:ـ

ـ  قم الآن وكُل.ـ    فنهض أشعب مسرعاً قائلاً:ـ

ـ  والله لقد استحييت من كثرة خلافي عليك.ـ

فقام وأكل.ـ

******************