بسم الله الرحمن الرحيم

هل الحجاب منقصة وتعقيد ؟

إن المتأمل لحال الخلق يعلم يقينا أن الذي خلقه هو وحده العالم بما يصلحه من أمور الدنيا والدين ، فمخترعُ السيارة هو أعلمُ بأعطالها ، وصانع الباب أعلم بخرابه ، والطبيب أعلم بمرض الإنسان ، وهكذا فخالق الإنسان أعلم بما يصلحه في جميع الأمور ، ومن هنا كان الحجاب تكميلاً لزينة المرأة التي خلقها الله وليس هو أبداً علامة نقص لها أو تعقيد بل المقصود منه حفظ هذا الجمال الذي وهبها الله إياه حتى لا يكون عُرْضةً لكل ذئب

وتقريباً للصورة أضربُ هذا المثال : أيهما أفضل في رأيك؟

بستانٌ جميل من أجمل بساتين الدنيا فيه من جميع الأزهار والأشجار والثمار والينابيع لكنه لا يوجد عليه سور يحميه فيدخل إليه كل أحد سواء كان إنسانا أو حيوانا ويعيث فيه الفساد ويسرق منه ولا يوجد أحد يحافظ عليه

أم بستانٌ مثلُه لا يقل عنه في الجمال والحسن والزينة لكن يوجد عليه سور يحميه فلا يستطيع الدخول إليه كل أحد إلا من له ترخيص بالدخول ولذلك فلا يستطيع أحد أن يعبث فيه أو أن يسرق منه ؟؟؟

لا شك بأن الجواب على ذلك هو : أن البستان الثاني أفضل ، وهذا هو مثال المرأة المحجبة ، فالحجاب سور وحصن لجمالك كي لا تكون وسيلة لاستغلال الذئاب البشرية

أو لم يروا أن الفتاة بطبعها      كالماء لم يحفظ بغير إناء

من يكفل الفتاة  بعد ظهورها       مما يجيش بخاطر السفهاء؟

ومن الذي ينهى الفتى بشبابه      عن خدع كل خريدة حسناء

ومن هنا فإن الذين قاموا بالدعوة إلى تحرير المرأة إنما أرادوا تحريرها من عفتها وحيائها لتكون معهم في أماكن لهوهم ليعبثوا بها وبكرامتها ثم يلقونها كما يلقون الثياب البالية والدليل على ذلك أنهم عندما يرون امرأة لا تستجيب لرغباتهم ونزواتهم فإنهم يصفونهابأبشع الأوصاف ويقذفونها بأشنع التهم ـ ولو كانت متبرجة ـ وما ذلك إلا لأنهم أرادوا نزع عفتها ولم يريدوا تحريرها

ومع ذلك فإن المنصفين من الغرب يعترفون بأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي أنصف المرأة ، حتى أنه قامت في فرنسا مظاهرات لنساء فرنسيات يطالبن الحكومة الفرنسية بأن تعامل المرأةَ الفرنسيةَ كما عامل الإسلامُ المرأة ، بل ظهرت جمعيات في أوروبا تنادي بمنع إقامة علاقات بين الشاب والفتاة قبل عقد الزواج حتى لا تكون الفتاة ضحية للشاب ، وفي بريطانيا فوجئت إحدى المدارس التي كانت تفصل بين الطلاب والطالبات في قاعات الدراسة فوجئت بتدني نسبة النجاح فيها بعد أن قامت بفرض الاختلاط فيها ، بل في أمريكا 90 % من تلميذات أمريكا حبلى من الزنا ، ومليون طفل يولدون من الزنا سنويا ، ومليون حالة إجهاض فيها سنويا

و بعد استعراض هذه الحقائق يدرك المنصف جلياً أن الهدف من الحجاب منع هذه الشواذ من الانتشار ، فليعتبر أولو الألباب ـ

***************

خريدة: أي اللؤلؤة، فشبه الفتاة باللؤلؤة